صـــــــــــــــــــــور الاغتراب في خطــــــــــــــاب الأنا قـــــــــــراءة في أدب الهــــــــــــجرة رواية مدن الضجر نموذجاً

الملخص

    شكلت مفاهيم الحداثة نقلة موسعة في مجال الأدب في فنونه المتعددة، حيث اندثرت فنون وظهرت للعلن فنون أخرى؛ فتحت بذلك فضاءات أوسع للتعبير عن قضايا الواقع، ساهمت هذه المفاهيم في تغيير  زوايا النظر عن الأدب وفنونه في دراسته دراسة جديدة في أقنعة مختلفة وبرؤى مغايرة  كدراسات " فرديناند دي سوسير" ،وما آلت إليه الدراسات التي جاءت من بعده،  من خلال كسر قيوده التي تفرض عليه التقوقع داخل ذاته بدون فقدان مميزاته التي تشكله؛  عن طريق احتكاكه بقضايا العصر ، كل هذه المفاهيم والعلوم المتغايرة، ساهمت بشكل أو بآخر في خلق وشائج  " فنية ونفسية"  بين  عناصر العملية التواصلية، بين الروائي الذي يحمل هم واقعه المعيش وهذه العلاقة التي تعتبر الانطلاقة في الكتابة، وبين الكاتب والقارئ الذي يفرض التأثير بين طرفي الرسالة، وعليه وكما قلنا سابقا ساهمت هذه العلوم والمفاهيم - بكونها علامة فارقة -  في ظهور أساليب جديدة في الكتابة وأجناس متعددة تكشف عن عالمية الأدب وتنوعه وتأثيره في العالم، يشكل أدب الهجرة أحد أساليب الكتابة المعاصرة التي ظهرت تحت ظروف سياسية واجتماعية متباينة، فهو يتوجه إلى فئة الكتاب الذين خرجوا قصرا من بلادهم حيث عانوا فيها كل أنواع القهر والذل حتى اضطروا للخروج منها عنوة، هذه الظاهرة ميزت تشكل البعد النفسي في أساليب كتابها بشكل ملفت للانتباه، فكل صور الحنين والاشتياق وحتى الألم تقبع خلف أقلامهم ، سنحاول في هذه المطوية أن نكشف عن صور  الاغتراب وخلفيات آثاره النفسية في خطاب الأنا الفلسطيني .